

باسم الله الرحمان الرحيم
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ


مرحبا بكل المتتبعين المهتمين

الذكرى 52 لولادة جمعية أكادير للفنون التشكيلية
ذكرى الفعالية والمعاناة
أكادير في 52 . 21 . 8102
أتحدث هنا عن احتكاكي بتجربة الجمعية ذلك أنني كنت وما زلت صديقا وفيا لها منذ التأسيس (3991 ) إلى يومنا هذا ومساهما دائما في برامجها على المستوى النظري خصوصا فيما يتعلق بفقرات الندوات والمحاضرات والنقاشات المتصلة ببرامجها . كما كنت دائم التواصل مع ذ الشعشاعي الذي يترأسها منذ سنوات للتداول في بعض أمور العمل الثقافي والفني بمدينة أكادير وبالخصوص فيما يتصل بميدان المسرح والفنون التشكيلية وبالتحديد بجمعية أكادير للفنون التشكيلية . في لقاء أخير معه فاتحني في رغبة جمعيته في إقامة وقفة تقييمية من أجل إعادة النظر في استراتيجيتها الفنية والثقافية والتنظيمية انسجاما مع متغيرات الظرفيات المحلية والوطنية والعالمية .
1 ـ السؤال خير مفتاح لولوج خيمة الجواب:
كثيرون هم المصابون مثلي بعدوى عشق الثقافة والإبداع والذين ما فتئوا يتساءلون : من وراء هذه الريح الشبه خفية المشحونة بتيارات الكراهية التي تعصف في روح وحياة مدينتنا السوسية الأطلسية الخالدة / أكادير ؟ من تسكنه كل هذه الحمولة العدوانية لوأد زهور الثقافة والفنون في مهدها قبل أن تبلغ سن المناعة وتصبح تمورا حضارية ترفع من ألق وسمو المدينة ؟ هناك من يجيب بسداجة المستسهلين لأمور الحياة : إنه الوقت . عجيبة كلمة «الوقت» هذه التي تمسخونها إلى مفتاح سحري لكل المعضلات وتعتقدون بذلك أنكم تقدمون جوابا. هل هو الوقت أم أصحاب الوقت يا محترمين يا ضحايا الوقت المصنوع، يا متقنعين بأكثر من حجاب مشبوه في ظلمة هذا الوقت / وقتكم ؟ طيب .. دعونا نرش (عقول) جموع هؤلاء المستصغرين لقيم الثقافة والعلم والفكر والإبداع في حياتهم أو ربما يعتبرونها غير ذات فائدة أو «خضرة فوق طعام « كما يقول المثل الشعبي، وربما تجدهم ينصرفون بلهفة الجياع إلى جمع «وسخ الدنيا» بأي وسيلة كانت ولو على حساب كرامتهم . طبعا هم يفعلون ذلك انسجاما مع طبيعة الريح الضاغطة ، وربما عنف صفير ونهيق وروائح هذه الريح يحجب عنهم ما يجري خارج خيامهم العتيقة فلا ينتبهون لأحول الشعوب الأخرى وما حققته من سمو حضاري وربما أن شدة تقديسهم الخرافي لقديمهم البائد يمنعهم من فهم جواهر الحضارة ومكانتها العضوية في حياة الشعوب ومصائرها القريبة والبعيدة. ومما لاشك فيه أن هذا الفهم يستلزم بالضرورة التمكن من ضبط آليات التفاعل المنطقي والهارموني بين أنساق دينامية الحياة ، أي بين المادي والروحي ، بين الفردي والجمعي ، بين التاريخي واليومي ، بين الثقافي / الإبداعي والاقتصادي ، بين السياسي والاجتماعي ، بين الخاص والعام ، بين الوطني والعالمي . فماذا يحصل إذن لمدينتنا الكسيرة رغم صيتها العالمي ؟ أليس خزيا أن تحرم مدينة البهاء السياحي مما تستحق من رحيق الثقافة والإبداع ؟ أليست أكادير عاصمة الجمال بجنوب الوطن وعروسة سوس العالمة ؟ أليست أكادير مدينة الإبداع الأمازيغي المتفرد بجماله وتعدد أشكاله ؟ أليست أكادير أما وفية للتاريخ وحاضنة حضارية لعشرات الباحثين والمفكرين والمثقفين والفنانين المبدعين في الشعر والرواية والقصة والموسيقى والمسرح والسنيما والتشكيل والتراث و... أليس هذا الزخم المخصب من المبدعين كفيل بخلق طفرة ثقافية إبداعية فكرية تبوء أكادير مرتبة المدن الراقية في العالم ؟ إذن ماذا يجري ؟ من يشد أكادير إلى الوراء ويمنعها من القفز إلى الدرج الثقافي/ الحضاري الذي تستحق ؟ هل هي المؤسسات الرسمية ( سياسة الدولة ) أو تلك التي تدعى مؤسسات القطاع الخاص أو تنظيمات المجتمع المدني أو الفنانون الصغار منهم والكبار المبدعون والمنتجون لمختلف قيم الفنون والثقافة أو الشعب نفسه الذي من المفترض أن يكون ممن من حقه أن يلزم حاجته لمنتوج إبداعي/ ثقافي يخدم انتظاراته ؟ مهما يكن الجواب / الأجوبة معروفة أو مجهولة جزئيا أو كليا لابد من رفع الأصبع عاليا والقول : يا أعداء الثقافة والإبداع إحذروا .. إن عيون الشعب والتاريخ لا تنام ولا تغيب عن أيامكم وخطواتكم .. ومرحى للمبدعين الصادقين الشرفاء عشاق الجمال ، والذل كل الذل لأشباه الفنانين الإنتهازيين الأرقام المسخرين في سوق النخاسة الفنية.
2 ـ لا أحب الخلط بين العشق الحضاري للجمال والانجراف المصلحي نحو غلته.
من هنا أفتح الباب لي ولغيري على حال أحد الفنون في مدينتنا نموذجا يمكن الاقتداء به لتسليط أضواء الحقيقة على حال حقول إبداعية ثقافية أخرى . أقصد بالتحديد حال الفن التشكيلي . وليس من العيب أو الانحياز الانتهازي أن أختار في سياق التفاتتي هذه مثلا حيا اختار هو الآخر أن يمزج في مسار نشاطه الجمعوي بين الإبداع والتظاهر والتواصل والثقافة في مجال الفن التشكيلي ، أشير في هذا السياق إلى جمعية أكادير للفنون التشكيلية التي أصرت أن تحتفل رغم الظروف بذكراها الخامسة والعشرين أياما قليلة قبل انصراف السنة 8102 .
هذه الجمعية رغم معاناتها من شح الإمكانيات تعمل جاهدة على تغطية أغلب فصول السنة بأنشطة تشكيلية متنوعة المواد الفنية والثقافية ( ولو بشكل متقطع ) : 1 ـ ربيع أكادير للفنون التشكيلية ، 2 ـ ملتقى أكادير الصيفي للفنون التشكيلية ، 3 ـ تظاهرة «شمس الشتاء» للفنون التشكيلية بأكادير ، 4 ـ جائزة أكادير للفنون التشكيلية . لا شك أن كل متتبع للنشاط الجمعوي بأكادير حينما يمعن النظر في كثافة هذا البرنامج بالمقارنة مع مداخيل الجمعيات التي غالبا ما تأتي عن طريق فتات ما يدعى بمنح المؤسسات الرسمية سيصاب بلا شك بالذهول وسيعبر عن استغرابه لهذه المفارقة وربما سيتساءل عن سر الوصفة المنتهجة لإنجاز هذه المشاريع الطموحة . دعونا نقارب في الموضوع بعض الأفكار التي تمكنا من معاينتها من خلال احتكاكنا بتجربة الجمعية : 1 / جدية مسؤولى الجمعية وحبهم للعمل في الميدان واعتبار هذا العمل واجبا نضاليا بعيدا عن كل طموح انتهازي أوربح لامشروع . 2 / الإيمان بأن العمل التشكيلي يمكن أن يشكل دينامية تساهم في حركية التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد . 3 / العمل المتواصل طيلة السنة لإعداد البرامج ولا شيء غير ذلك . 4 / دق الأبواب كلها دون استثناء لطلب المساهمة. 5 / الانفتاح على المثقفين والفنانين المغاربة الذين يهتمون من جانب أو من آخر بحقل الفنون التشكيلية بعيدا عن كل طموح للانتهازية والارتزاق.
أتحدث هنا عن احتكاكي بتجربة الجمعية ذلك أنني كنت وما زلت صديقا وفيا لها منذ التأسيس (3991 ) إلى يومنا هذا ومساهما دائما في برامجها على المستوى النظري خصوصا فيما يتعلق بفقرات الندوات والمحاضرات والنقاشات المتصلة ببرامجها . كما كنت دائم التواصل مع ذ الشعشاعي الذي يترأسها منذ سنوات للتداول في بعض أمور العمل الثقافي والفني بمدينة أكادير وبالخصوص فيما يتصل بميدان المسرح والفنون التشكيلية وبالتحديد بجمعية أكادير للفنون التشكيلية . في لقاء أخير معه فاتحني في رغبة جمعيته في إقامة وقفة تقييمية من أجل إعادة النظر في استراتيجيتها الفنية والثقافية والتنظيمية انسجاما مع متغيرات الظرفيات المحلية والوطنية والعالمية . وافقته الرأي على الفور نظرا لما تحمله الفكرة من حس تطويري ورغبة حضارية في نقد الذات بمشاركة مثقفين مغاربة من خارج الجمعية . وضمن هذا الإطار ، اتفقنا على أن أقدم هذه الورقة على أساس أن أتناول في الموضوع الأفكار التي أراها مناسبة للمعالجة وبحرية تامة . ضمن هذا السياق كان علي أن أتناول محور العمل النظري لبرامج الجمعية بالإضافة إلى ركن البرنامج الشتوي المسمى « شمس الشتاء « للفنون التشكيلية.
1 ـ المحور النظري : لا شك أن البعد النظري في أي تظاهرة فنية يحتل مكانة الفاعلية الحيوية في بلوغ التظاهرة أسمى درجات التكامل بصفته يشكل روح التفاعل المخصب بين الفكري التحليلي والإبداعي التطبيقي . ضمن فقرات الدورات السابقة للجمعية ، تم تداول ما يفوق 23 عنوانا كتيمات نظرية للندوات والمحاضرات المبرمجة ، وكلها عناوين مهمة حاولت مقاربة محور الفنون التشكيلية من جوانب متعددة ومختلفة . إلا أن الملاحظ بهذا الخصوص أن المحاور النظرية للدورات تفتقد إلى روابط استراتيجية تحدد للجمعية خارطة طريق العمل في أفق بلوغ أهداف معينة مبرمجة عبر مراحل محددة في الزمان ، الشيء الذي من شأنه إسعاف الجمعية على وضوح الرؤية وتناسق الأفكار المؤطرة لهياكل البرامج والتفاعل السلس بينها . نلتمس من الجمعية بالمناسبة العمل على طرح هذه المسألة للتحليل والنقاش بهدف إعادة الاعتبار للمكون النظري / الثقافي في رؤيتها الشمولية لبرمجة وهيكلة مواد التظاهرات والابتعاد المنهجي عن اعتبار هذا المكون جزءا هامشيا أو غير ذي ضرورة عضوية في البرامج. في تقديري المسألة تستوجب إقامة يوم دراسي خاص في الموضوع .
2 ـ تظاهرة « شمس الشتاء « للفنون التشكيلية: لم تعد هذه التظاهرة ضمن برنامج الجمعية متكاملة المكونات الفنية والثقافية إلا ابتداء من سنة 2002 أما قبل هذا فكانت تقتصر بالتحديد على تنظيم بعض معارض اللوحات التشكيلية ليس إلا . خلال فترة 2002 وما بعد حاولت الجمعية أن ترفع من مستوى القيمة الثقافية / الفنية لتظاهرة « شمس الشتاء « حيث حملتها فقرات مهمة تتصل باهتمامات سكان المدينة وبعض انتظاراتهم الملحة خصوصا فيما يتعلق بميولات الأطفال الفنية والجمالية ، فأقرت ضمن هذا الإطار إقامة محترفات تشكيلية موجهة لهذه الفئة الاجتماعية الهامة يشرف على تأطيرها فنانون مختصون، وبالموازاة عملت الجمعية على أن تجعل من التظاهرة بؤرة جذب لانشغالات الفنانين والمثقفين فضمنتها معارض للمنتوجات التشكيلية في بعض فضاءات وقاعات المدينة وندوات تتخللها نقاشات شارك في أشغالها مختصون من المغرب وخارجه. كل هذه الجهود والاجتهادات التي تبذلها الجمعية وما زالت من أجل إنجاح هذه البرامج تبقى أعمالا محمودة إلا أن المتتبع يستطيع أن يلاحظ بعض الارتباك المؤثر مباشرة على مضامين وتناسق الفقرات وعلى إقبال الجماهير عليها، مما يستدعي مرة أخرى إعادة النظر في طبيعة البرمجة على مستوى ظرفيات السنة وتوزيع مواد وفقرات التظاهرات في الزمان والمكان .
ختاما ، نرى أنه من باب المسؤولية والواجب الوطني والضرورة الاجتماعية أن تنظم وتحتضن أشغال التظاهرة بشراكة فعلية مع المؤسسات الرسمية والمنتخبة التالية :
ـ الجماعة الترابية لأكاديرـ مجلس جهة سوس ماسا ـ وزارة الثقافة والإعلام ـ ولاية أكادير إدا أوتنان ـ وزارة السياحة ـ وزارة التعليم ـ غرفة الصناعة والتجارة بأكادير ـ وزارة الشباب
كما يبدو من الواجب مساهمة أهم مؤسسات القطاع الخاص المحلية والوطنية في دعم أشغال هذه التظااهرة الهامة :
ـ الأبناك ـ الفنادق ـ الشركات ـ المنظمات ـ الهيئات ...
عبدالقادر عبابو
أكادي في 52 . 21 . 8102
Contact
Je suis toujours à la recherche de nouvelles opportunités. Contactez-moi.